فصل: (سورة الجاثية: الآيات 36- 37).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



35- {ذلكم} مبتدأ {هزوا} مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤول {أنّكم اتّخذتم} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ {ذلكم}.
(الفاء) استئنافيّة {اليوم} ظرف منصوب متعلّق بـ {يخرجون}. {لا} نافية {منها} متعلّق بـ {يخرجون} المنفي (الواو) عاطفة {لا} نافية. والواو في {يخرجون يستعتبون} نائب الفاعل في كلّ منهما وجملة: {ذلكم بأنّكم اتّخذتم} لا محلّ لها تعليليّة وجملة: {اتّخذتم} في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: {غرّتكم الحياة} في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّخذتم وجملة: {لا يخرجون منها} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {لا هم يستعتبون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: {يستعتبون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.الصرف:

(28) {جاثية}: مؤنّث جاث. اسم فاعل من الثلاثي جثا يجثوبمعنى ركع باب نصر. وزنه فاع والمؤنّث فاعلة. وفي جاثية إعلال بالقلب لأن أصله جاثوة. جاء ما قبل الواومكسورا فقلبت ياء.
(32) {مستيقنين}: جمع مستيقن. اسم فاعل من السداسيّ استيقن. وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.البلاغة:

1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}.
حيث شبه الكتاب بشاهد يدلي بشاهدته. ويشهد بالحق. وقد حذف المشبه به واستعار له شيئا من لوازمه. وهو النطق بالشهادة.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ}. الرحمة لا يحل فيها الإنسان لأنها معنى من المعاني وإن ما يحل في مكانها ومكان الرحمة هو الجنّة أي:
فيدخلهم في جنته. فاستعمال الرحمة في مكانها مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل. فعلاقته محلية.
3- المجاز المرسل: في قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ} النسيان هو سبب الترك. وإذا نسي شيئا فقد تركه وأهمله تماما. فعلاقة هذا المجاز سببية.
4- الالتفات: في قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها}.
فقد التفت من الخطاب إلى الغيبة. للإيذان بإسقاطهم عن رتبة الخطاب. استهانة بهم. أوبنقلهم من مقام الخطاب إلى غيابة النار.

.الفوائد:

1- أعمالك مسجلة عليك:
دلت هذه الآية على أن عمل ابن آدم مسجل عليه. وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فما من عمل يعمله الإنسان أو قول يقوله إلا ويسجل عليه. ويدخر في كتاب يلقاه يوم القيامة. وقد تضافرت آيات كثيرة تثبت ذلك. فقال تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قول إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِرامًا كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ} أما ادخارها في كتاب فقال تعالى: {وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنْشُورًا}.
وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقول هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}. وهذه الأعمال ترفع إلى اللّه الاثنين والخميس. بدليل: أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن سبب صيامه الاثنين والخميس. فقال: «فيهما يرفع عمل المرء. وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
2- حلّ إشكال:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}: قال النحاة بأن الاستثناء المفرغ لا يكون في المفعول المطلق التوكيدي. لعدم الفائدة فيها وأجيب عن ذلك. بأن المصدر في الآية نوعي. على حذف الصفة. أي أن تظن إلا ظنا ضعيفا. لكن جمهور النحاة تأولوا الآية بمعنى: إن نحن إلا نظن ظنا. وقيل: هي في موضعها. لأن نظن قد تكون بمعنى العلم والشك. فاستثنى الشك: أي مالنا اعتقاد إلا الشك.
وقد أو رد الإمام النسفي قولا موجزا بهذا الصدد. فكان بليغا شافيا. فقال: {إن نظن إلا ظنا} أصله نظن ظنا. ومعناه إثبات الظن فحسب. فأدخل حرف النفي والاستثناء. ليفاد إثبات الظن. مع نفي ما سواه. وازداد نفى ما سوى الظن توكيدا. بقوله تعالى: بعد ذلك: {وما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}.
وعلى كلّ حال يبقى كلام اللّه عز وجل أكبر من أن ينحصر في قوالب القواعد النحوية. وأجلّ من أن نخضعه دائما لقوانين النحو. فهو الأصل. وما سواه فرع. وهو الحكم. وما سواه تبع له. وإنه ليعلو وما يعلى.

.[سورة الجاثية: الآيات 36- 37].

{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (36) ولهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وهو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (للّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {الحمد} {ربّ} بدل من لفظ الجلالة في المواضع الثلاثة- أو نعت له- مجرور.
جملة: {للّه الحمد} لا محلّ لها استئنافيّة 37- (الواو) عاطفة {له الكبرياء} مثل للّه الحمد {في السموات} متعلّق بـ {الكبرياء}. (الواو) عاطفة في الموضعين {الحكيم} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {له الكبرياء} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: {هوالعزيز} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

سورة الجاثية مكية واياتها سبع وثلاثون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الجاثية: الآيات 1- 6].

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لآيات لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وآياته يُؤْمِنُونَ (6)}.

.الإعراب:

{حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} تقدم القول في فواتح السور فجدّد به عهدا. و{تنزيل الكتاب} مبتدأ و{من اللّه} خبره و{العزيز الحكيم} نعتان للّه ويجوز أن يعرب {تنزيل} خبر لمبتدأ محذوف و{من اللّه} متعلقان به.
{إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لآيات لِلْمُؤْمِنِينَ} {إن} حرف مشبّه بالفعل و{في السموات} خبر مقدّم واللام للتأكيد وآيات اسم أن و{للمؤمنين} صفة {لآيات}.
{وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الواو عاطفة {وفي خلقكم} خبر مقدّم والواو عاطفة وما اسم موصول معطوف على {خلقكم} وجملة {يبث} صلة و{من دابة} متعلقان بيبث أو بمحذوف حال أي يبثه كائنا من دابة و{آيات} مبتدأ مؤخر و{لقوم} صفة {لآيات} وجملة {يوقنون} صفة لقوم {واختلاف} عطف أيضا على {خلقكم} منزل تنزيله من أنه متعلق بمحذوف خبر مقدم {وما} عطف على {اختلاف} و{أنزل اللّه} فعل وفاعل والجملة صلة ما و{من رزق} حال أو متعلق بأنزل. {فأحيا} عطف على {أنزل} و{به} متعلقان بأحيا و{الأرض} مفعول به {وتصريف الرياح} عطف على {اختلاف} و{آيات} مبتدأ مؤخر و{لقوم} صفة وجملة {يعقلون} صفة لقوم. ومن المفيد أن نورد هنا عبارة الزمخشري إذ استوفى القراءات في هاتين الآيتين قال: وقرئ {آيات لقوم يوقنون} بالنصب والرفع على قولك إن زيدا في الدار وعمرا في السوق أو وعمرو في السوق وأما قوله: {آيات لقوم يعقلون} فمن العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان إذا نصبت هما إن وفي أقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في {اختلاف الليل والنهار} والنصب في {آيات} وإذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي عملت الرفع في {آيات} والجر في {اختلاف} وقرأ ابن مسعود: {وفي اختلاف الليل والنهار}. فإن قلت: العطف على عاملين على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه وقد أباه سيبويه فما وجه تخريج الآية عنده؟ قلت فيه وجهان عنده: أحدهما أن يكون على إضمار في والذي حسّنه تقدم ذكره في الآيتين قبلها ويعضده قراءة ابن مسعود. والثاني أن ينتصب {آيات} على الاختصاص بعد انقضاء المجرور معطوفا على ما قبله أو على التكرير ورفعها بإضمار هي. وقرئ {واختلاف الليل والنهار} بالرفع.
{تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} {تلك} مبتدأ و{آيات اللّه} خبر وجملة {نتلوها} حالية ويجوز أن تكون {آيات اللّه} بدلا من اسم الإشارة وجملة {نتلوها} هي الخبر و{عليك} متعلقان بنتلوها و{بالحق} حال أي ملتبسة بالحق.
{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وآياته يُؤْمِنُونَ} الفاء عاطفة وبأي متعلقان بيؤمنون والاستفهام إنكاري معناه النفي أي لا يؤمنون و{حديث} مضاف لأي و{بعد اللّه} ظرف متعلق بمحذوف نعت للحديث و{يؤمنون} فعل مضارع مرفوع.

.البلاغة:

في قوله: {إن في السموات} إلى قوله: {يعقلون} فن التخيير. وهو أن يأتي الشاعر أو الكاتب بأبيات أوجمل يسوغ فيها أن تقفى بقواف شتى فيتخير منها قافية يرجحها على سائرها. فالبلاغة في الآيات تقتضي أن تكون فاصلة الآية الأولى للمؤمنين لأنه سبحانه ذكر العالم بجملته حيث قال: {السموات والأرض} ومعرفة ما في العالم من الآيات الدالة على أن المخترع قادر عليم حكيم ولابد من التصديق أولا بالصانع حتى يصحّ أن يكون ما في المصنوع من الآيات دليلا على أنه موصوف بتلك الصفات والتصديق هو الإيمان وكذلك قوله تعالى في الآية الثانية {لقوم يوقنون} فإن خلق الإنسان وتدبير خلق الحيوان والتفكر في ذلك مما يزيده يقينا في معتقده الأول وكذلك معرفة جزئيات العالم من اختلاف الليل والنهار وإنزال الرزق من السماء وإحياء الأرض بعد موتها وتصريف الرياح يقتضي رجاحة العقل ليعلم أن من صنع هذه الجزئيات هو الذي صنع العالم الكلي بعد قيام البرهان. على أن للعالم الكلي صانعا مختارا فلذلك اقتضت البلاغة أن تكون فاصلة الآية الثالثة لقوم يعقلون وإن احتيج للعقل في الجميع إلا أن ذكره هنا أمتن بالمعنى من الأول.

.[سورة الجاثية: الآيات 7- 11].

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيات اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتنا شَيْئًا اتَّخَذَها هُزُوًا أولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ ولا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئًا ولا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أولياءَ ولهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (10) هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بآيات رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}.

.الإعراب:

{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} {ويل} مبتدأ وهي كلمة عذاب ولذلك ساغ الابتداء بها و{لكل أفّاك} خبره و{أثيم} نعت وهما صفتا مبالغة للكذب والإثم.
{يَسْمَعُ آيات اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ} جملة {يسمع} صفة لأفّاك أثيم أو حال من الضمير فيهما ولك أن تجعلها مستأنفة و{يسمع آيات اللّه} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به وجملة {تتلى عليه} حال من {آيات اللّه} و{عليه} متعلقان بتتلى.
{ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها} {ثم} حرف عطف للترتيب والتراخي و{يصرّ} فعل مضارع معطوف على {يسمع} قال الزمخشري: وأصله من إصرار الحمار عى العانة وهو أن ينحي عليها صارّا أذنيه. قلت: وفي الصحاح: صرّ الفرس أذنيه ضمّهما إلى رأسه فإذا لم يوقعوا قالوا أصرّ الفرس بالألف. و{مستكبرا} حال من فاعل {يصرّ} و{كأن} مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وجملة {لم يسمعها} خبرها والجملة حال ثانية أي يصرّ حال كونه مثل غير السامع.
{وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتنا شَيْئًا اتَّخَذَها هُزُوًا} الواو عاطفة و{إذا} ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة {علم} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{من آياتنا} متعلقان بعلم أوبمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لشيئا و{شيئا} مفعول به وجملة {اتخذها} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم والهاء مفعول اتخذ الأول و{هزوا} مفعول اتخذ الثاني.
{أولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ} اسم الإشارة مبتدأ و{لهم} خبر مقدّم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{مهين} صفة لعذاب والجملة خبر لأولئك وجملة أولئك مستأنفة.
{مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ} {من ورائهم} خبر مقدم و{جهنم} مبتدأ مؤخر والواو اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدّام قال:
أليس ورائي أن تراخت منيتي ** أدبّ مع الو لدان أزحف كالنسر

وسيرد المزيد من هذا البحث في باب البلاغة.
{ولا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئًا} الواو عاطفة {ولا} نافية و{يغني} فعل مضارع مرفوع و{عنهم} متعلقان بيغني و{ما} موصول فاعل ويجوز أن تكون مصدرية فالمصدر المؤول هو الفاعل و{شيئا} مفعول به.
{ولا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أولياءَ} عطف على {ما كسبوا} وما يجوز أيضا أن تكون موصولة أو مصدرية و{من دون اللّه} حال لأنه كان في الأصل صفة لأولياء و{أولياء} مفعول {اتخذوا} الثاني والأول محذوف أي اتخذوه.
{ولهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} الواو عاطفة و{لهم} خبر مقدم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{عظيم} نعت لعذاب.
{هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بآيات رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} كلام مستأنف مسوق لبيان هداية القرآن و{هذا} مبتدأ و{هدى} خبر و{الذين} مبتدأ وجملة {كفروا} صلة الموصول و{بآيات ربهم} متعلقان بكفروا و{لهم} خبر مقدم و{عذاب} مبتدأ مؤخر والجملة خبر اسم الموصول و{من رجز} صفة لعذاب والرجز مطلق العذاب و{أليم} صفة لرجز.

.البلاغة:

التضاد: في قوله: {من ورائه جهنم} التضاد وهو استعمال لفظ يحتمل المعنى وضدّه وهو مشترك بين المعنيين فيستعمل في الشيء وضدّه. والبيت الذي أو ردناه شاهدا في باب الإعراب لعبيد بن الأبرص.
والهمزة فيه للتقرير وقد توسع في الوراء حتى استعمل في كل غيب ومنه المستقبل وأدبّ أمشي بتؤدة وأن المصدرية مقدرة قبله لأنه اسم ليس وأزحف يحتمل أنه بدل من أدبّ وأن حال وكالنسر حال أيضا.

.الفوائد:

عودة الضمير: مما يشكل فهمه لأول وهلة عودة الضمير في قوله: {اتخذها هزوا} لأن ظاهر الكلام يوهم أنه عائد على شيء وهو مذكر ولكنه عدل عن اتخذه إلى اتخذها إشعارا بأنه إذا أحسّ بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات التي أنزلها اللّه على محمد صلى الله عليه وسلم خاص في الاستهزاء وبجميع الآيات ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه منها. وقال الزمخشري: ويحتمل وإذا علم من آياتنا شيئا يمكن أن يتشبث به المعاند ويجد له محملا يتسلق به على الطعن والغميزة افترصه واتخذ آيات اللّه هزوا وذلك نحوافتراص ابن الزبعرى قوله عزّ وجلّ: {إنكم وما تدعون من دون اللّه حصب جهنم} ومغالطته رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقوله خصمتك. ويجوز أن يرجع الضمير إلى شيء لأنه في معنى الآية كقول أبي العتاهية: